مرحباً بكم فى مدونتى الألكترونية

مرحبا بكم فى مدونتى الألكترونية , فقد شرفنى مروركم

الخميس، نوفمبر 13، 2008

ما الذي تريده تشاد في علاقتها بالسودان !؟

ما الذي تريده تشاد في علاقتها بالسودان !؟

الجمعة 6/11/2008 م آ
دم خاطر

لسنا نجادل في أهمية العلاقة الثنائية السوية القائمة على الندية و إقرار مبدأ سيادة الدول وعدم المساس بأمنها واستقرارها ، والاحترام المتبادل مع دول الجوار كافة ومن بينها تشاد ، ولا نزايد على الروابط التاريخية والأواصر التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والتداخل الأسرى بين القبائل المحادة لنا وانصهارها منذ قديم الزمان . ولا يفصل ذلك المصالح الاقتصادية والتجارية والمنفعة التي يمكن أن يجنيها هذا الطرف أو ذاك لتبقى إحدى عوامل الثبات للمنطقة . ولا يفوتني ضرورة الإبقاء على حدود الدولتين مستقرة وترسيمها ووضع آليات للتعامل المتعارف عليه دوليا من فرق للرقابة ونشر النقاط الأمنية المشتركة لقطع الطريق أمام من يريد أن ينال من أمننا كجارين وحماية كل لظهر الآخر ، وكل ما يعزز معاني التآخي وحسن الجوار وهذا ما لم تقره تشاد . خلوصا إلى تعاون موجب ومثمر ، وإستراتيجية للتعاطي المستقبلي فى شتى المجالات تكون نموذجا للآخرين وكلنا يدرك الاتهامات المتبادلة في من بدأ بالاستهداف في إطلاق العمل المعادى ضد جاره ، و العوامل التي أحالت هذه العلاقة إلى توترات متصاعدة وعداوات باتت فى تنامي مؤخرا تجاوز التلاسن السياسي و بلغت حد العمل الميداني المفتوح كما فى الهجوم على امدرمان فى 10 مايو 2008 م من قبل حركة العدل والمساواة التي تتخذ من تشاد مقرا لها ، واتهامات من تشاد للسودان برعاية معارضتها للانقضاض على نظام دبي فى محاولتين، وأن عنفوان العمل المسلح فى تزايد فى ظل الانغلاق التشادي وانفراد دبي وإخوته وأقاربه بالحكم وحبس الآخرين عن المشاركة السياسية والتوازن فى القسمة العادلة للثروة والسلطة أسوة بما تفعله كل الدول ذات التركيبة المتعددة ، وإلا كيف يستقيم أن تقبل تشاد مشروعية ما تدعيه حركات التمرد فى دارفور من تهميش وتخلف وتؤيد ذلك عمليا ولا ترى ما تفعله هي بتياراتها وأطيافها السياسية ! . ما الذي يبرر مشروعية ما تقوم بها حركات دارفور المتمردة من الاراضى التشادية بمسمع ومرأى ودعم القيادة التشادية والإقليم والعالم أجمع في السودان بتبعاته الجسام ، ولا يبرر أي عمل تقوم به أطراف تشادية لضرب الاستقرار في تشاد !؟ . هذه الثورية المدعاة والمتجاوزة التي يتمشدق بها من يوالون دبي بإمكانها أن تولد تيارا موازيا لما تقوم به هذه الحركات في أي من مدن السودان الحدودية دون ضوابط أو مكبلات !!!. إن نسيت القيادة التشادية العتاد والمؤن والسلاح والطعام السوداني عبر تاريخها ، فنصرة خليل لدبي وقد أحيط به يومها كانت وستظل في ذهنية القوات المسلحة السودانية وهى تزود عن حمى الوطن والأرض . في ضوء هذه الخلفية غير المؤاتية أضحى أمن البلدين أمام تحد كبير من شأنه أن يتمدد وتنسحب آثاره إلى دول أخرى والى الإقليم بكامله فى سياق الأوضاع الإفريقية بالغة الهشاشة والتعقيد . وقد قلت في موضع سابق أن على تشاد أن تراجع مسيرتها وهى تعي اليد التي سبق بها السودان في تشاد عبر حكوماتها المتعاقبة وفى إيصال دبي لسدة الحكم والرعاية التي وجدها من السودان ومن عون أخوى صادق كان يرمى فى غاياته إلى استقرار الجوار وسلامة الشعبين . بل وأن يراعى المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية التي تحتم التعاضد والمناصرة عوضا عن التدابر وموالاة مصالح الدول الكبرى ومآربها التي لن تنتهي ، والتي ما إن تحققت سيرتد سحرها نقمة على من مكن لهم وشواهد العصر كثيرة لن يكون برويز مشرف آخرها أو على طريقة كرزاى والمالكي التي تبقى على صورية الحكم دون إرادة . وأردفت أنه يلزم على القيادة التشادية أن تفصل فى علاقتها مع السودان كدولة بعيدا عن الحسابات الأسرية الضيقة والتوازنات داخل فرع في بيت الزغاوة ومستقبله فى السياسة والحكم والتي لاشك أضرت بتشاد كثيرا على صعيد أمنها القومي وأخلت بأمن جوارها في السودان ، سيما وأن هنالك قبائل أخرى كثيرة لها ذات الحق الذي تدعيه أسرة دبي وكيانهم الذي ظل مناصرا لسنوات لحركات دارفور المسلحة وما وفره لها من ملاذ وتدريب وتأمين لخطوط إمدادها ، فضلا عن الامتيازات التي جنتها تشاد من تواجد اللاجئين من دارفور على أراضيها وقوات يو فور الأوربية، إضافة إلى تكسبها من إرجاف المنظمات وفعالها النكراء التي انتهت بالمتاجرة بأطفال السودان وتهريبهم قسرا لباريس فى عملية استرقاق عصري مفضوح !. فتبدلت الأوضاع من تعايش وتداخل حميد وتعاون إلى توتر وعداء وتهديد ، والذي يعرف قدرات تشاد وإمكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية ليس بمقدورها أن تلعب هذا الدور المخلبي لولا قوى أخرى دولية ومطامح كبرى تسيرها في هذا الاتجاه ! . هذا العداء الذي تمارسه تشاد الآن ضد بلادنا هو فوق قدراتها ويلزمه نهج يغاير هذه المعالجات قصيرة النظر محدودة الأثر عديمة الضمانات ، لأن من يقدمون هذه الضمانات هم من يؤججون الفتن ويرعونها !!!.علنا تابعنا الجهود الكثيفة التي بذلت ثنائيا من قبل السودان مع تشاد لأجل إيجاد صيغة تؤمن أسسا موضوعية لعلاقة أخوية راسخة تصب لأجل البلدين وشعبيهما عبر أطر معروفة في علاقات الدول والسودان قد أوكل لقيادتها أن ترعى بواكير التفاوض مع حركات التمرد في دارفور في كل من أبشى وانجمينا بقناعات ذاتية ، وكيف كانت مواقف دبي وقتها من خليل العدل والمساواة وشريف حرير المنتمى لتحرير دارفور ورفضه حتى مجرد منحهما تأشيرة دخول لتشاد . العديد من الاتفاقيات وقعت لم تجد طريقها للتنفيذ ولم تحترم من قبل تشاد ، بل لقاءات عالية المستوى وقمم عقدت في سرت وطرابلس والرياض وداكار ، وضمانات و آليات فنية إقليمية كثيرة وضعت لإخراج هذه العلاقة من الدائرة التي لفت في عنقها ووضعت علاقات البلدين على ما هي عليه الآن ! . المقصلة التي عليها تشاد الآن بين فكي النفوذ الفرنسي والأمريكي ومصالحهما الإستراتيجية بعيدة المدى في المنطقة والتي لن تستطع تشاد مجاراتها ، وأن مصالحها مع السودان هي من تقوى من ظهرها وتؤمن حمايتها واستقرارها . أين تكمن المشكلة ؟ وكيف يعقل أن تنتهي كل هذه المعالجات و المواثيق والاتفاقيات عند أوراقها التي كتبت دون مراعاة لماضي هذه العلاقة والمستقبل المجهول الذي تسير إليه . هذا النفوذ الفرنسي الذي يتباهى بالدفاع عن تشاد وحماية مصالحها هو يعمل لمصالحه التي تتقاطع مع أجندات كثيرة وأن الوتيرة التي تمضى بها هذه الأجندات كفيلة بتمزيق تشاد وتركيبتها تؤهل لذلك ! . من يعبث بهذه العلاقة ومن يقف وراء خلق هذا الأجواء وتغذية هذا التنافر ؟ ما الذي جنته تشاد وهى ترى هذا التردي في أوضاعها الأمنية تنسحب على الإقليم بكامله ؟ ما الثمن الذي تقبضه القيادة التشادية وهى تولى ظهرها لجارها ولا ولن تأمن عواقب هذا الموقف على المدى الطويل ! . زيارات كثيرة لمبعوثين أمريكان وفرنسيين وأوربيين عبر هذا الوجود لقواتهم ( يو فور ) بتشاد يعمل على المباعدة وزرع فتنة طويلة الأمد ستكون ضحيتها تشاد ستعود بها إلى أيام الحرب الأهلية وظلاماتها . هذا التردد والتراجع التشادي في مواقفه تجاه السودان أجلى حقيقة أن مخطط التفتيت التي تنسج حباله هذه القوى وفق السيناريوهات الجارية منذ غزو أم درمان وحتى أوكامبو يقارب خطاه بتواطؤ تشاد وإذعانها لشروطهم واملاءتهم التي وقع عليها دبي كفواتير مستحقة بغية بقاء الزغاوة على الحكم بشروط لا يملكون كل أدوات لعبتها ! . بل هذا التقاطع الاقليمى الذي تدير حباله ليبيا عبر تشاد وإفريقيا الوسطى لما لها من وجود وممارسات وإيواء للمعارضة إنابة عن هذه القوى يضع خيارات السودان أمام تشاد تنتقل إلى مربع المواجهة الذي لا عودة فيه إلا لمنتصر !؟ . هذا التقهقر في إنفاذ مقررات لقاءات المصالحة الأخيرة بعودة التمثيل الدبلوماسي في البلدين بحدود الرابع من نوفمبر والذي أرجأ برغبة تشاد يطوى بقايا صبر آخذ في النفاد و يضرب في الرمق الأخير لصدقية نواياها التي تقلب خيارات الحرب ونسف سلم الإقليم وأمنه بوعي أو بغيره ! . بل إن جهود الحركة الشعبية في هذه الأثناء وهى تمارس دور حاطب الليل عندما ترى الأبواب الرسمية لحوار الدول مغلقة فتشرع في إيقاظ نيران الفتنة والاصطياد في مياه تدرك أنها آسنة ، ولا تملك قدرة أو مؤهل في تاريخها تجعلها من أهل الخاطر لدى تشاد أو المبادئ مع العدل والمساواة !؟ . الخيارات تضيق ولا تسع عندما ترتد كل هذه الآليات دون جدوى في انفراج لأزمة لا يرى لها من أسباب جوهرية بين طرفيها إن تم الفصل والوضوح بينهما وفق ما هو متعارف كان ذلك الادعى والمأمول، والكرة الآن بملعب تشاد إن أصرت على ترجيح كفة من هم داخل الحلبة من كبريات الدول لاستمرار الحريق فان السودان بات مستوطنا على هذه الحملات التآمرية ومتعايش معها لم ترده عن جادته أو تفت من عضده ولحمه المر لم ولن تبلغ أهدافها ! ولكن اليقين أن انفلات المقود قد يطيح ليس بالأنظمة والقيادة وإنما ما أبعد من ذلك أن استشرت الفوضى وعم الخراب ،،،،
http://www.sudaneseonline.com/ar/article_23572.shtml

ليست هناك تعليقات: