مرحباً بكم فى مدونتى الألكترونية

مرحبا بكم فى مدونتى الألكترونية , فقد شرفنى مروركم

الاثنين، ديسمبر 01، 2008

لقد عرف قادات المعارضة قانون الخير والشر


لقد عرف قادات المعارضة قانون الخير والشر
بقلم : عثمان نصرالدين
*يقول ميكيافيللى فى حكمته الشهيرة :"ما دام المنطق لا يزِن شيئاً..والقوة هى كلَ شئ..فعلينا أن نصل أولاً ونصبح أقويآء..وأى طريق يوصلنا هو طريق فاضل..والغاية تبرر الواسطة.
"فُقد-بفتح الفاء- المنطق مع اِدريس ديبى تماماً بعد طول حكمٍ جائر,فاِضطر مجموعة كبيرة من الشباب المدنيين والعسكريين بتوعية من قيادات مدنية وعسكرية كذلك الى اِستعمال القوة المباشرة واللجوء اِلى حكمة ميكيافيللى أعلاه.
قال لى ذات مرة السفير السابق أحمد حسب الله صبيان فى طريقةٍ يبرر فيها خروجه على نظام ديبى من أمريكا: نحن لم نخرج على ديبى وحمل السلاح اٍلا بعد أن أقفل هذا الأخير كلَ أبواب الحوار فى وجوهنا بعد أن بدَد كل محاولاتنا للاِصلاح قبلها,وقال لنا بعظمة لسانه بأنه لم يأت اِلى الحكم بالطائرة الاِفريقية,فلمن أراد أن يتنحانى عن الحكم فعليه بحمل السلاح كما حملته أنا.
* ثم خرج الواحد تلو الآخر اِلى أن تكونت مجموعة كبيرة متفرقة الى فئات,بذلت هذه الفئات جهدها فتوحدت فى جبهة واحدة بمسمى واحد وبقيادة موحدة واٍستطاعت أن تحقق عدة اِنتصارات قبل أن تتفرق من جديد.
* جاءت كوادر جديدة ومثقفة ليقود كل كادر فئة من هذه الفئات التى تفرَقت... فعمل كل فرد لوحده جاهداً ليعمل من نفسه قوة ويجعل لمكانته اِعتباراً ليرهب بها الجائر ديبى,وكان ما كان.
*حاول كوادر الفئات وقيادتها الى العمل فى وحدة جامعة ولكن كل ما توحَد اِثنان غادر الثالث الى أن جاء اليوم الموعود.
اليوم الذى تيقن فيه قياداتنا - تيمان,عبود,نورى,صبيان,آدوما- اِلى أن هناك خير وشر وقالوا بصوت واحد :
_ اِن الخير فى منتهاه هو ما يحقق لنا النفع والسعادة....
_ والشر هو ما يوقعنا فى الضرر والشقاء...
لكن سرعان ما طل عليهم سؤال مستعجل..هو..منفعة من..وسعادة من ؟ وهل نقصد تحقيق هذه المكاسب للفرد أم للجماعة... ؟فردت عليهم ضمائرهم - وما أصدق ما تنطق به الضمائر - "بل اِننا نعنى منفعة الكل طبعاً..لأن أسلم الطرق الى نفع الفرد هو الطريق الذى ينفع الكل فى نفس الوقت..لأنها تكون منفعة خالصة بدون اِعتراضات..منفعة باقيةٌ مأمونة.
"فأتفقوا جميعاً على أن تكون المنفعة عامة فلملموا أنفسهم وودعوا الاِنشقاقات وقالوا نعم للوحدة من أجل الوطن والشعب وكان اِتفاقهم نتيجة ميلاد وحدة جامعة تحتوى الجميع كوطن يسع للجميع وهو كذلك.
حينها قلت لنفسى : يمكننى أن أسمَى فعلهم هذا بالعمل الفاضل,لأن العمل الفاضل هو العمل النافع..النافع لأكبر عدد من الناس..السَار لأكبر عدد من أفراد المجموعة الاِنسانية. فقيادات الثورة وجنودهم قد وصلوا الى حل اللغز الذى اِستعصى عليهم طوال هذه السنين وفهموا قانون الخير والشر , فهموا أن الخير هو المنفعة للجميع وأن الشر هو الضر للجميع.وأكتشفوا أن اِبليس قد ولد ذرية من الأبالسة والسماسرة يعملون كل يوم على أن يكون الضر للكل..والنفع لقلائل يعدون على أصابع اليد الواحدة.وبهذا تمكن قيادات المعارضة-نورى,صبيان,آدوما,عبود وتيمان- بأن يرسموا أمامهم لوحة واضحة ووضعوا فيها القيم المختلفة..كل قيمة فى مكانها وقد فهموا أين الخير وأين الشر وأين الضمير وأين اِبليس.
*أقول حينها لقيادات الثورة: طالما أنكم فهمتم وتوصلتم اِلى حل اللغز بعد كل هذه السنين فلا نتمنى أن يتأخر الاِنقضاض على الظلم بهذا القدر.
*وأقول للشعب التشادى : نحن فى عالم لا يحترم اِلا القوَة..فلنكن أقوياء لا مستسلمين وُدعاء-بضم الواو وفتح الدال- , كفى اِسترخآءً .. اٍن الاِسترخاء قتل أرواحنا وأمات قلوبنا.لنقل جميعاً لا وألف لا لهذا الاِسترخاء.. ولا نشترى ولا نبيع مع قتلة.واِن لم نستطع أن نفعل هذا..فلنبك على مستقبلنا,فقد حكمنا على أهلنا بالتشرد وعلى أبنائنا باليتم وعلى نسآئنا بالاِمتهان وعلى أرضنا بالضياع.اِن الزمن يجرى والموت أقرب للكل من حبل الوريد,والصدمات التى نتلقاها كل يوم تحيى الموتى فما بال الأحياء.. ونحن أحياء على ما أظن... أليس كذلك ؟
* لا تصدقوا عندما يتحدث الجور عن السلام,وأنه رجل السلام,ويقولون بأنه هو الرجل الشجاع الهمام,وهو وزوجته على الكرسى خالدين...سلام..سلام..سلام.. بألسنة منافقة.* أقول لكم : ما يجب أن نفهمه ونعيه تماماً أننا لسنا مقبلون على سلام مع ديبى واِنما نحن مقبلون على مواجهة,فالواقع الذى نراه يخالف الأحلام التى تغرقنا فيها شعارات السلام,فما يحدث فى تشاد يخالف التصريحات التى تخرج على لسان ساستها.
*اِن سلام الرعب الذى يبثه ديبى عن طريق تحالفاته الدفاعية مع المستعمرة فرنسا والجارة ليبيا واِندفاعه المستمر نحو المزيد من التسلح-تحركت قافلة مكونة من أكثر من سبعين ناقلة تحمل عدد من العربات الحربية المصفحة قبل يومين من دوالا متوجهة الى اِنجمينا- ونبرة الاِحتشاد- حتى البوليس- والتهديد والاِستنفار بشرقى البلاد ووضع الاِستعداد الذى يتخذه طول الوقت,كل هذا يثير فى المواطن التشادى حالة توتر مستمر ورفض لأى ذكر لسلام وأىَ تقبَل ومعايشة.اِننا نواجه دوماً عدوانية يشجعها ويساندها جبروت فرنسى وتأييد ليبىَ وعالم يتفرج فى سلبية عجيبة.
*أقول قبل أن أختم بأن لا سبيل بعد ذلك للاِسترخاء ولا توجد مبررات لأىَ تخاذل فالمواجهة قادمة قادمة وعلى قيادات المعارضة النبيلة أن تستعد للتعجل بها,والله موجود وقادر على أن ينصرنا.
*ولأن أختم فاِنى أريد من اِدريس ديبى أن يعلم بأننا لا ننتظر المعجزات لوضع نهاية لتاريخه السئ بل اِننا بتنا نشحذ عزائمنا ونشمر سواعدنا وعزمنا على المواجهة المحتومة.. وشكراً لك يا ديبى فعدوانك الفاجر قد جمعنا,وظلمك لنا قد تفتحت عليه عقولنا وصحت ضمائرنا.