مرحباً بكم فى مدونتى الألكترونية

مرحبا بكم فى مدونتى الألكترونية , فقد شرفنى مروركم

الأحد، يوليو 30، 2006

ثورة موديل 1996

انى أرى رؤوسا قد أينعت, وحان قطافها وانى لصاحبها

المثل أعلاه هو الشعار الدائم لقيادة الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى والذى اتمنى ومن كل قلبى ان الذين يلتفون حول القيادة المذكورة لم يفهموه وهذه مصيبة وان كان عكس ما اتمنى فالمصيبة أعظم ..
تتوالى الأيام وتتوالى معها الأحداث بشرق البلاد تشاد , ما أن حلمنا بالتغيير والأنتقال الى حالة أحسن على يدى الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى حتى هبت عاصفة استطاعت أن تفكك الجبهة وأن تبدد حلمنا ويبدأ معها مسلسل الأغتيالات ( أرجو أن تكون قد انتهت حلقاته ) وسط قيادات الجبهة بداية بقائد جيشها العام الكولونيل محمد عيسى محمد الذى اتهم ( بالخيانة ) لمحمد نور وصولا الى الكولونيل محمد عبد الشكور ماكوش والذى تقول المصادر انه اتهم هو الآخر بنفس التهمة .
ولد الكونيل محمد عبد الشكور ماكوش فى العام 1963 بالعاصمة انجمينا ودرس المرحلتين الأبتدائية والأعدادية باحدى ثانوياتها . فى 1979 أجبرت حرب ال 9 شهور الكولونيل الى اللجوء الى افريقيا الوسطى مثلة مثل كثير من الشعب التشادى الذى مزقت الحرب نسيجه الجتماعى وتفرق فى انحاء المعمورة هربا من الموت . فى العام 1982 انتقل عبدالشكور الى السودان واستقر بها الى أن جاء اليوم الذى بدأ فيه الناس يتجمعون شرق البلاد لهدف ازالة حكومة القبيلة . آمن بالقضية ايمانا مطلقا وآوي القادمين من القيادات فكان جلهم يسكن بداره فأصبحت بذلك مقر استراحة لجيش الثورة ومحطة ينقل منها الجنود القادمين الى الميدان . نادى بتأسيس جبهة قوية بمقدورها قيام دولة ذات مؤسسية فكان من مؤسسى الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى وكان كثيرا ما يبادر ويتوسط فى حل الخلافات التى كثيرا ما تنشأ بين قيادات الجبهة فأصبح محل اعجاب واحترام الجميع ومضربا للمثل . عمل الكولونيل فى كشف الآعيب ديبى وتدخله فى دارفور حيث قام بالقبض على مجموعة كبيرة من الجيش والحرس الجمهوري التشادى داخل حركات التمرد الدارفورية . يحيى عبدالشكور , الأخ الأصغر لمحمد عبدالشكور والحرس الشخصى والمساعد الأول للقائد العام الراحل محمد عيسى محمد والذى قاد عمليات الجبهة حتى الوصول الى انجمينا ولم تعرف ملابسات وفاته حتى اليوم ولم تستطع الجبهة ( اقصد محمد نور ) تقديم استفسارات وافية حول مقتله ولم يستخرج بيان رسمى بوفاته ولم يتم حتى تقديم التعازى لأهله وأقاربه بل كان جزاءه أن اتهمه هذا الأخير بالخيانة.. ( أهكذا تكون نهاية عظماء الأمة التشادية ؟ ).
عواطف , زوجة الكولونيل عبدالشكور , ذات فضل لا ينكره كل مناضل شريف , وقفت بجانب زوجها فى استقبال الذين يلتحقون بالثورة بدارها ومنها ينقلون الى الميدان . تقوم عواطف بزيارة يومية الى الجرحى حاملة معها سلة مليئة بالفواكه العمل الذى الذى لم يقم به كل قيادات الجبهة ولا حتى رئيسهم ومن شاء فاليسأل عن عواطف كل جريح .
يبقى السؤال : لماذا اغتيل عبدالشكور ؟ هل لأنه أيقن بأن الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى تحت قيادة (غير مسؤولة )لا تأتى بالتغيير المنشود ولا بحل جذرى للمشكلة التشادية وان القيادة الذكورة أعلاه مقيدة بمصالح شخصية لا تخدم القضية التشادية ولا المواطن التشادى ولا تنظر الى المصلحة العامة بأعتبارها المصلحة العليا التى من أجلها تحالف الكل وهو معهم ؟ ولماذا اخيه يحيى ؟ هل لأنه محط أسرار الكولونيل محمد عيسى وملم بتفاصيل وملابسات مقتل قائده , هل لأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن القيادة العسكرية وقائدها العام محمد عيسى وما عاناه من تسلط القيادة السياسية وجبروتها ؟ أم هل لأنه اذا بقى حيا سيكشف النقاب عن الحقبقة التى من أجلها أغتيل قائده ؟
أبعد كل ما قدمه محمد عبدالشكور للجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطى أن يلقى حتفه على أيدى ثلاثة من أشقاء رئيسها محمد نور والذى تقول الأخبار أن الأوامر بقتل الأخوين صدرت منه مباشرة ؟ أهذا جزاءه ؟ هذا جزاء سنمار كما يقول المثل المعروف ( تفاصيل قصة المثل تقول أن سنمار مهندسا معماريا ماهرا قام ببناء قصر لأحد الملوك , وحرصا من الأخير على أن لا يقوم الأول ببناء مثل هذا القصر لغيره قام بالقائه من أعلى القصر ليموت ) .
وبعد , ما هى مهمة الوفد الذى أرسله محمد نور لأسرة الفقيدين والذى فى مقدمته النائبين الأول والثانى لرئيس الجبهة وأمينها العام , البدر أصيل , أبكر توليمى وعبدالواحد عبود مكاى اضافة الى كل من بابكر كومبو مسؤول الصحة والشئون الاجتماعية وأسر الشهداء , على كدلاى قوكونى مسئول التوعية والتوجيه , على أحمد أغبش , مسئول الأعلام , محمد جرمة خاطر مسئول التنسيق بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدنى وأخيرا مسئول الخزينة العامة هولى جونقا ؟ تخيلوا معى لماذا أقدموا على ارسال هذا الوفد مع النظر الى عددهم ووظائفهم داخل الجبهة ..

يبقى سؤال واحد , هل انتهى مسلسل الاغتيالات ام مازال الأمر متواصلا ؟ اذا انتهى فهذا ما اتمناه والحمدلله وان كان العكس فمن هو التالى ؟

ليحفظ الله الجميع................نواصل فى الحلقة القادمة باذن الله

نصرالدين

ليست هناك تعليقات: